أسوأ أداء للأسواق الأمريكية في 100 يوم منذ نصف قرن
شهدت الأسواق المالية الأمريكية أسوأ أداء لها خلال 100 يوم من الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسجلة تراجعًا غير مسبوق منذ عهد الرئيس جيرالد فورد في عام 1974. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7.2٪، وخسر ما يقارب من 3.7 تريليون دولار من قيمته السوقية، متأثرًا بالسياسات التجارية العدوانية التي تبنتها إدارة ترامب، خاصة فرض التعريفات الجمركية واسعة النطاق على الواردات.
تداعيات "يوم التحرير" على الأسواق العالمية
في 2 أبريل 2025، أعلن الرئيس ترامب عن "يوم التحرير" فارضًا تعريفاته الجمركية الشاملة بنسبة 10٪ على جميع الواردات، مع تعريفات أعلى على بعض الدول مثل (الصين) بنسبة 34٪ و(الاتحاد الأوروبي) بنسبة 20٪. أدى هذا الإعلان إلى موجة من بيع حادة في الأسواق، حيث خسر مؤشر داو جونز أكثر من 1،600 نقطة في يوم واحد، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 5.8٪ مما دفع الأسواق إلى منطقة السوق الهابطة.
تراجع السندات والدولارات وزيادة التقلبات
لم تقتصر الخسائر على سوق الأسهم، بل امتدت إلى سوق السندات، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.5٪ وهو أعلى مستوى منذ 1982، نتيجة بيع واسع النطاق من قبل المستثمرين الأجانب الذين فقدوا الثقة في السياسة المالية الأمريكية. كما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 8٪، مسجلًا أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، مما أثار مخاوف بشأن استقرار الأسواق المالية الأمريكية.
الملاذات الآمنة خارج امريكا تجذب المستثمرين
في ظل هذه الاضطرابات، توجه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة خارج الولايات المتحدة، مثل الذهب الذي ارتفع بنسبة 26٪ هذا العام، والفرنك السويسري والسندات الحكومية الألمانية. كما أظهرت الأسواق الأوروبية والآسيوية أداءً أفضل مقارنة بالأسواق الأمريكية، حيث سجلت مكاسب في ظل إعادة تقييم المستثمرين لتوزيع استثماراتهم بعيدًا عن الأصول الأمريكية.
توقعات مستقبلية قاتمة
أدى هذا الأداء الضعيف إلى زيادة المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، خاصة مع تراجع ثقة المستهلكين والشركات، وارتفاع مؤشر التقلبات (VIX) إلى مستويات لم تشهدها الأسواق منذ بداية جائحة كوفيد - 19. ورغم محاولات الأدارة الامريكية لطمأنة الأسواق من خلال التلميح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة، إلا أن عدم اليقين لا يزال يسيطر على المشهد الإقتصادي.
تعكس هذه التطورات تحديات كبيرة تواجه الاقتصاد الأمريكي في ظل السياسات التجارية الحالية، مما يستدعي إعادة تقييم الاستراتيجيات الاقتصادية لضمان استقرار الأسواق واستعادة ثقة المستثمرين.