إنفيديا تخسر 112 مليار دولار في واحد وسط عاصفة سياسية واقتصادية
شهدت شركة " إنفيديا" الأمريكية، الرائدة في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية، خسائر سوقية غير مسبوقة بلغت نحو 1.3 تريليون دولار منذ نوفمبر الماضي، لتتراجع قيمتها السوقية إلى 2.36 تريليون دولار، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الأمريكي ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
تعود هذه الخسائر إلى عدة عوامل متداخلة أبرزها:
- القيود الأمريكية على صادرات الرقائق: أعلنت " إنفيديا" عن خسائر متوقعة بقيمة 5،5 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025، نتيجة للقيود الجديدة التي فرضتها الإدارة الامريكية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، مما أثر سلبًا على توقعات الإيرادات.
- تصاعد التوترات التجارية: أدت الحرب التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق خاصة بعد تحذيرات الصين من إبرام صفقات اقتصادية موسعة مع الولايات المتحدة على حساب مصالحها.
- هجمات ترامب على "باول": وصف الرئيس ترامب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بـ"الخاسر الكبير" مطالبًا بخفض فوري لأسعار الفائدة، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن استقلالية البنك المركزي وأدى إلى تراجع الثقة في الأسواق.
التداعيات الواسعة على الأسواق أثر التصعيد التجاري
تسببت هذه العوامل مجتمعة في تراجع حاد في مؤشرات الأسهم الأمريكية، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.48٪، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2،55٪ بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2،36٪
كما شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى، المعروفة باسم " السبعة الرائعون" تراجعات ملحوظة، حيث انخفض سهم "تسلا" بنسبة 5،8٪ وسهم "أمازون" بنسبة 3٪، وسهم "ميتا" بنسبة 3٪، مما ساهم في زيادة الضغوطات على السوق.
المستقبل الغامض للأسواق
في ظل هذه التطورات، يواجه المستثمرون حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل "إنفيديا" وسوق التكنولوجيا بشكل عام. ويُتوقع أن تستمر التقلبات في الأسواق المالية، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية والضغوطات السياسية على البنك المركزي الأمريكي.
وتبقى الأنظار متجهة نحو السياسات المستقبلية للإدارة الأمريكية وردود فعل الأسواق، في ظل مخاوف من أن تؤدي هذه التوترات إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية العالمية.