تفاؤل الأسواق يدفع النفط للارتفاع رغم ضغوط المعروض
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، مدعومة بتفاؤل المستثمرين بشأن استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب مؤشرات على تراجع إنتاج النفط الأمريكي.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.07 دولار لتصل إلى 63.91 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.11 دولار ليبلغ 61.02 دولارًا للبرميل، بعد أن كانا قد سجلا أدنى مستوى في أربع سنوات في وقت سابق من الأسبوع الحالي.
وتأتي أسباب الارتفاع في الأسعار على خلفية إعلان مسؤولين أمريكيين وصينيين عن عقد مناقشات تجارية في سويسرا في العاشر من مايو، مما يعزز الآمال في تخفيف التوترات التجارية الجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاضًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكي بمقدار 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 2 مايو، مما يشير إلى تقلص المعروض في السوق.
كما أعلنت شركات الطاقة الأمريكية مثل “دايموندباك إنرجي” و”كوتيرا إنرجي”، عن تقليص أنشطتها في مجال الحفر، مما يعزز التوقعات بتراجع الإنتاج الأمريكي في الأشهر المقبلة.
تحديات مستمرة أثر زيادة انتاج أوبك والتقلبات السوقية
على الرغم من هذه العوامل الإيجابية، لا تزال الأسواق تواجه تحديات، حيث قرر تحالف أوبك+ تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف من تخمة المعروض في السوق.
كما أن السياسات الجمركية الأمريكية غير المتوقعة، تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، مما ينعكس سلبًا على توقعات الطلب العالمي على النفط.
ومع ترقب نتائج المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يتوقع المحللون أن تظل أسعار النفط متقلبة في المدى القصير، حيث تعتمد التوقعات بشكل كبير على تقدم المحادثات وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي.
حيث تواجه أسواق النفط حالة من التوازن الدقيق بين العوامل الداعمة للأسعار، مثل تفاؤل المحادثات التجارية وتراجع الإنتاج الأمريكي، والعوامل الضاغطة، مثل زيادة إنتاج أوبك+ والسياسات الجمركية الأمريكية غير المتوقعة.
يبقى مستقبل أسعار النفط مرتبطًا بشكل وثيق بتطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومدى قدرة الأسواق على استيعاب الزيادات في المعروض والتقلبات الاقتصادية العالمية.