السينما الأمريكية في مأزق بين الإبداع وتعريفات ترامب الجمركية
تصاعدت حالة القلق داخل الأوساط السينمائية الأمريكية بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب نبيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100٪ على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة والمعروضة في الأسواق الأمريكية، في خطوة وصفها المنتجون بأنها تهديد مباشر لصناعة الترفيه العالمي.
وأكدت تقارير إعلامية من بينها وكالة " فرانس برس" وموقع "ديدلاين" أن استوديوهات الإنتاج والنقابات دخلت اجتماعات طارئة لبحث تداعيات القرار، وسط مجموعة من التساؤلات حول مدى قابليته للتطبيق، وإذا كان سيمتد ليشمل أيضًا المسلسلات التلفزيونية.
هذا القرار المربك والذي ينذر بعواقب واسعة، وبحسب المحامي المختص بالملكية الفكرية، "جوناثان هاندل" فإن القرار "لا معنى له" مشيرًا إلى أن العديد من الإنتاجات الامريكية مثل أفلام "ميشن إمبوسيبل" و " جيمس بوند" تُصور عادة في خارج أمريكا لأسباب ابداعية، مثل مشهد تسلق توم كروز لبرج خليفة او برج إيفل، والذي لا يمكن استنساخهما بسهولة في استوديوهات لاس فيغاس.
ويرى الخبراء أن فرض الرسوم الجمركية لن يؤدي إلا إلى زيادة تكاليف الإنتاج، وتقليل عدد الأفلام المتاحة للعرض، وإلحاق الضرر بدور العرض. ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة مع استمرار انخفاض عدد ايام التصوير في لوس أنجلوس لمستويات قياسية منذ 2020. وفي ظل هذا الوضع، سارع حاكم كاليفورنيا "غافن نيوسوم" إلى اقتراح خطة ائتمان ضريبي اتحادي بقيمة 7.5 مليار دولار لدعم الصناعة بدلًا من فرض مزيد من القيود المالية عليها.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سياسة تجارية أكثر عدوانية اتبعها ترامب، والتي سبقت وان القت بظلالها على قطاعات اخرى ومختلفة.
مستقبل مجهول وتوقعات بتعديل المسار
رغم حالة الفوضى، أوضح البيت الأبيض أن القرار لا يزال قيد الدراسة، مؤكدًا أنه سيتم النظر في جميع الخيارات لتحقيق توازن بين دعم الصناعة وحماية الاقتصاد المحلي. فيما اكتفت النقابات بالتعبير عن دعمها مثل SAG-AFTRA التي اكدت على ضرورة الاطلاع على تفاصيل الخطة قبل إعلان موقف نهائي، ودعمها الكامل لأي مساعٍ تهدف إلى زيادة الإنتاج داخل الولايات المتحدة.
في ظل هذه التطورات، تبقى هوليوود وصُناع الفن يصورون بعدساتهم، لما ستسفر عنه هذه المعركة الجمركية، وسط مخاوف تصل لإطفاء عدساتهم، وتقليص الإنتاج الفني، وقويض مكانة السينما الأمريكية عالميًا.